البواسير هي عباره عن تمدد و انتفاخ الأوردة الموجودة في الجزء السفلي من المستقيم و فتحة الشرج تشبه الدوالي. كما أنها واحده من أكثر الأمراض شيوعا حيث أثبتت الدراسات أن أكثر من خمسين بالمائة من البشر يعانون البواسير قبل سن الخمسين. كما يُذكر أن أول ظهور لمرض البواسير كان في برديه مصرية تعود لأكثر من سبعة عشر قرناً قبل الميلاد.
و يمكننا تقسييم البواسير الى أربعة أنواع وهم البواسير الداخليه، و البواسير الخارجيه، والبواسير الهابطه، وأخيراً البواسير المخثَّرة. وسنتحدث بإستفاضة في هذا المقال عن البواسير الداخلية وسنجيب عن كل أسئلتك عنها إن شاء الله.
في البداية، البواسير الداخلية هي عبارة عن تورم أو تهيُّج الأوعية الدموية الموجودة داخل المستقيم. وتوجد البواسير الداخلية داخل المستقيم علي بعد ٢ أو ٤ سنتيمتر من فتحة الشرج لذلك لا يمكن رؤيتها ولا يمكن الشعور بها بسبب قلة عدد مستقبلات الألم داخل المستقيم كما أنها أكثر شيوعاً من البواسير الخارجية.
الأسباب و عوامل الخطورة التي تزيد من الإصابة
- العوامل الوراثية.
- التقدم في السن نتيجة لضعف الأنسجة التي تدعم الأوردة الموجودة في المستقيم و الشرج.
- الإمساك المزمن.
- الإسهال المزمن.
- زيادة الوزن.
- الحمل لأن الجنين يضغط علي منطقة الشرج.
- الإجهاد البدني كرفع الأحمال الثقيلة.
- الإجهاد أثناء التغوط.
- الجلوس لفترة طويلة علي المرحاض.
- تناول طعام غير غني بالألياف.
ما هي أعراض البواسير الداخلية؟
عادة ما تكون الأعراض بسيطة وتختفي خلال أيام قليلة ولا تحتاج إلي زيارة الطبيب إلا إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع، ومنها:
– الإحساس بعدم الراحة و الألم: وهو قليلاً ما يحدث لقلة عدد مستقبلات الألم لذا الشعور بألم شديد يستدعي زيارة الطبيب.
-النزيف: ظهور دم أحمر فاتح اللون في البراز يحدث نتيجة عبور البراز الصلب في تلك المنطقة و يكون النزيف بدون ألم نتيجة لعدم وجود ألياف عصبية حسية داخل المستقيم. وإذا ظهر هذا العرض ننصحك بزيارة الطبيب، حيث توجد أسباب كثيرة للنزيف أثناء التغوط ليس فقط البواسير إنما أمراض أخري مثل داء كرون، و سرطان القولون أو المستقيم. كما أن النزيف لفترات طويلة قد يسبب موض فقر الدم (أنيميا).
– الشعور بامتلاء الامعاء والرغبة الدائمة في التغوط حتي بعد إفراغ الأمعاء
– في حالات متأخرة قد تتدلي الأنسجة المنتفخة خارج فتحة الشرج ( البواسير المتدلية) و يمكن رؤية تلك البواسير المتدلية عند التبرز علي هيئة نتوءات رطبة ذات لون وردي أفتح من المنطقة المحيطة به، و قد تعود إلي الداخل من تلقاء نفسها أو يمكن دفعها برفق إلي مكانها، وتكون مؤلمة أحياناً .
كيف يتم تشخيص البواسير؟
التاريخ المرضي يساعد كثيرا في التشخيص و لكن البواسير الداخلية يحتاج تشخيصها إلي استخدام المناظير مثل منظار الشرج و منظار المستقيم و التصوير بالأشعة السينية مع الباريوم. ويتم تصنيف البواسير الداخلية حسب خطورتها إلي أربعة مراحل وهم:
البواسير الداخلية من الدرجة الأولى
في تلك المرحلة تظهر البواسير في القناة الشرجية ولكن لا تكون هابطة للأسفل ولهذا عادةً تؤدي إلي الشعور بالامتلاء و قد لا تكون مصحوبة بأعراض و يمكن معالجتها في المنزل.
البواسير الداخلية من الدرجة الثانية
في هذه المرحلة يؤدي الإجهاد إلي سقوط البواسير و لكنها تعود مرة أخرى من تلقاء نفسها.
البواسير الداخلية من الدرجة الثالثة
في هذه المرحلة يؤدي الإجهاد إلي سقوط البواسير و لكن لا تعود إلي الداخل إلا بدفعها برفق و قد يحتاج المريض التدخل الجراحي في تلك المرحلة.
البواسير الداخلية من الدرجة الرابعة
في هذه المرحلة لا تُجدي العلاجات الدوائية ويجب التدخل الجراحي لدى خبير متخصص في البواسير.
علاج البواسير في المنزل
إذا كانت الأعراض خفيفة ولا تستلزم الأعراض استشارة الطبيب و لا يوجد نزيف يمكن معالجتها في المنزل بإتباع النصائح الآتية:
– قم بتنظيف فتحة الشرج برفق بعد التبرز باستخدام المناديل الورقية.
– إستعمل كمادات موضعية باردة باستخدام أكياس الثلج فذلك يعمل على تقليل التورم.
– أخذ حمام ماء دافئ لمدة عشر أو خمس عشرة دقيقه مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.
– تناول نطام غذائي غني بالألياف.
– شرب كميات كبيرة من السوائل.
– تجنب الجلوس لفترات طويله على المرحاض و الجلوس لفترات طويلة عموماً.
– الابتعاد عن الأنشطة البدنية المجهدة قدر الإمكان كرفع الأحمال الثقيلة.
– ممارسة الرياضة كالمشي.
– تجنب ارتداء الملابس الداخلية الضيقة وارتداء الملابس القطنية.
أطعمة يفضل تناولها في حالة الإصابة بالبواسير
قد يتسأل مريض البواسير عن الأطعمة التى قد تفيد حالتة الصحية حال تناولها. ننصحك بتناول الأطعمة التالية بإعتدال وإدخالها الى نظامك الغذائي:
– الفواكه والخضروات: فهم يحتويا علي كمية كبيرة من الألياف تسهل من عملية خروج الفضلات من الجسم. ويُنصح بالتفاح، الخيار، الخس أيضاً.
– الشوفان الطبيعي: يحتوي الشوفان على كمية كبيرة من الألياف و يقلل ذلك من الإصابة بالإمساك.
– بذور الكتان: تحتوي على الألياف كما أنها تعمل على ترطيب جدار الأمعاء.
البقدونس: أثبتت الدراسات أن البقدونس يحتوي على مواد طبيعية تعمل علي تقوية جدار الأوردة المتمددة في جدار الأمعاء.
أطعمة يجب تجنب تناولها أثناء الإصابة بالبواسير
ألم البواسير صعب ومؤلم للغاية، وعادة ما يكره المريض تكرارة مرة أخري. فإن كنت تعاني من البواسير، يجب عليك تجنب تناول الأطعمة التالية، لضمان إكتمال شفائك بإذن الله:
– الأطعمة الحارة: يؤدي تناولها إلى تهيج جدار الأمعاء و منطقة الشرج.
–القهوة والشاي: يحتويان علي نسبة عالية من الكافيين الذي يسبب جفاف الجسم و فقد السوائل مما يجعل الفضلات صلبة أكثر مما يزيد الأمر سوءً.
العلاج الدوائي في البواسير الداخلية
يلزم استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب والفترة اللازمة للعلاج. ففي الغالب تعمل الأدوية على تخفيف الأعراض مثل الألم و الحكة، وغيرها من الأعراض المصاحبة للبواسير.ويمكن استخدام الكريمات والمراهم الموضعية، أو الأدوية عن طريق الفم مثل الأدوية المسكنة التي تحتوي على مواد فعاله مثل: الأسبرين، أو الإيبوبروفين، أو الأسيتامينوفين.
ويمكنك استخدام المراهم والكريمات الموضعية التي تحتوي علي مواد مثل:
– الهيدروكورتيزون بتركيز ١٪: وهي تندرج تحت فئة الكورتيكوستيرويدات وتعمل علي تقليل التورم و الحكة. ويتم وضع المرهم علي الجلد الخارجي لفتحة الشرج و يجب استعمالها فقط خلال المدة التي حددها الطبيب و التي عادةً تكون أسبوع واحد فقط.
– الليدوكايين: يخفف الألم و يُستعمل كمخدر موضعي و يجب استعماله خلال المدة المحددة فقط من خلال الطبيب.
– استخدام الفازلين الطبي بشكل موضعي يخفف من التورم وعدم الارتياح و يسهل عملية التبرز.
– استخدام أدوية تعمل علي تقوية الأوعية الدموية لتقليل النزيف مثل دواء دافلون 500 أو أقراص دافركس اللذان يحتويان علي المادة الفعالة ديوسمين، و الهيسبريدين.
– استخدام الملينات: تعمل الملينات علي تخفيف أعراض البواسير الداخلية وذلك لأنها تقلل من الإمساك و تساعد علي حركة الأمعاء.
التدخل الجراحي – عملية البواسير
ويمكننا أن نقل أن الحل النهائي والأخير لعلاج البواسير هي إجراء عملية جراحية. و لكن السؤال هنا متي يتم التدخل جراحيا؟ للأجابة علي هذا السؤال، يمكننا ان نقول ان في الحالات التالية، في الغالب سوف يرشح طبيبك إجراء عملية جراحية:
– في حالة فشل العلاج الدوائي أو الوقائي.
– في حالة تضخم البواسير بشكل كبير.
– في حالة وجود بواسير داخلية وخارجية معاً.
– وجود نزيف شديد.
التدخل الجراحي بدون تخدير
يوجد العديد من الأجراءات الطبية لحل مشكلة البواسير وعلاجها دون الحاجة الى تخدير، ومنها:
– حقن الأوردة المصابة: يتم حقن مادة كيميائية في الأوردة المصابة بالبواسير تعمل على تقليص حجم الأوردة و أيضاً إيقاف النزيف.
– التخثر الضوئي: تقليص حجم البواسير باستخدام الأشعة تحت الحمراء، أو الحرارة، أو البرد.
– ربط البواسير: باستخدام الموجات الفوق صوتية يتم تحديد الأوردة المصابة وربطها.
– ربط البواسير باستخدام الشريط المطاطي: قطع إمدادات الدم للبواسير باستخدام شريط ضيق يتم ربطه حول قاعدة البواسير.
التدخل الجراحي مع التخدير
وفي العديد من الحالات يستلزم التخدير وذلك لتجنب الألم أثناء إجراء هذة العمليات، ومنها:
– تدبيس البواسير: إعادة البواسير المتدلية إلي مكانها باستخدام دباسة دائرية.
– استئصال البواسير: تتم باستخدام التخدير الموضعي أو التخدير الكلي.
– عملية البواسير بالليزر: من أفضل الطرق الجراحية، مدة الجراحة تتراوح بين 15 و30 دقيقة فقط. تعتمد فكرة العملية على استخدام شعاع الليزر الغير مرئي لوقف وصول الدم إلي البواسير ( كي الأوعية الدموية) و بالتالي يتقلص حجمها. وهو الإجراء المفضل حالياً بين كل محترفي جراحة البواسير في دبي.
علاج البواسير الداخلية في دبي
دكتور أنطونيو بريفيتيرا جراح القولون والمستقيم الخبير في الولايات المتحدة الأمريكية. رائد في مجال الجراحات بالليزر للبواسير، ينصحك بإجراء عملية البواسير الداخلية بالليزر إن إستدعت حالتك لذلك، ومن مميزاتها:
– تصلح لجميع الحالات ومختلف الأعمار و بمختلف أنواعها و درجاتها.
– يعود المريض إلي وضعه الطبيعي خلال 3 إلي 5 أيام فقط من إجراء العملية.
– يمكن العودة إلى المنزل بعد الجراحة مباشرةً.
يمكنك حجز موعد لمناقشة حالتك مع دكتور أنطونيو بريفيتيرا، حيث أنه الآن يعمل في عيادات دبي لندن.