حسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن سرطان القولون والمستقيم من أكثر الأورام انتشاراً في العالم العربي والمسئول في أكبر عدد حالات وفاة بسبب الأورام بعد سرطان الرئة. حيث بلغت معدلات الوفايات من سرطان القولون والمستقيم في عام 2020 أكثر من 1.9 مليون حالة. وتصل معدلات الوفيات إلي أكثر من 50 % من معدلات الإصابة حول العالم.
ومن الجدير بالذكر أن نسب الإصابة تعتبر متساوية بين الجنسين حيث أن 55% من المصابين بسرطان القولون والمستقيم من الرجال ببنما 45 % من المصابين من النساء. ومن الجيد أن نسب الشفاء مرتفعة جداً إذا تم التشخيص المبكر وقد تكون الحالة خطيرة إذا تم التشخيص في مرحلة متأخرة. لذا في هذا المقال سنلقي الضوء علي كل ما تريد أن تعرفه علي سرطان القولون والمستقيم؛ الأعراض ،الأسباب ،العلاج ولكن دعنا في الأول نتعرف علي ما هو القولون وما هو المستقيم؟
ما هو القولون؟
هو أحد أعضاء الجهاز الهضمي ويعتبر القولون جزء من الأمعاء الغليظة ويتراوح طوله بين 1.5 متر إلى 1.8 متر ويعمل على معالجة الفضلات ليقوم بنقلها إلي المستقيم.
ما هو المستقيم؟
يعمل المستقيم على ربط القولون بفتحة الشرج وهو أخر جزء في الأمعاء ويتراوح طوله بين 12 و15 سنتيمتر وهو مسئول على الاحتفاظ بالفضلات حتي يتم طردها خارج الجسم عن طريق عملية التغوط.
ما هو سرطان الأمعاء والمستقيم؟
ينتج سرطان الأمعاء والمستقيم في الأجزاء الأخيرة من الأمعاء الغليظة نتيجة لنمو غير طبيعي للخلايا المبطنة لجدار القولون والمستقيم يؤدي هذا النمو الغير طبيعي للخلايا إلى ظهور بعض الأعراض والمضاعفات.
أعراض سرطان القولون و المستقيم
- وجود نزيف دم في البراز قد يكون دم فاتح أوغامق.
- الإصابة بفقر دم شديد بدون تحديد سبب.
- إنخفاض الوزن خلال فترة زمنية قصيرة بدون تحديد سبب.
- وجود آلم شديد في البطن قد يظهر في صورة غازات ومغص أوإنتفاخات.
- ملاحظة وجود تغير في حركة الأمعاء.
- ملاحظة وجود تغير في تماسك البراز.
- ملاحظة تغير شكل البراز إلي شكل شريط أو رفيع.
- الشعور بعدم تفريغ كل ما في الأمعاء تماماً.
- الشعور العام بالتعب والإرهاق.
- الشعور بالقئ والغثيان.
اضطرابات في الأمعاء مصحوبة بإسهال أو إمساك
الجدير بالذكر هنا أن كل هذه الأعراض قد تظهر مع أمراض أخري أقل خطورة مثل داء كرون أو وجود قرح في الأمعاء أو إلتهاب القولون المزمن. ولكن لزم التنويه بضرورة الذهاب إلي الطبيب إذا شعرت بالإصابة ببعض أو كل هذه الأعراض، وخاصة فقد الوزن بدون وجود سبب محدد وملاحظة وجود دم في البراز.
أسباب سرطان القولون
السبب الرئيسي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم غير معروف ولكن توجد عدة عوامل تزيد من فرص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ومنها:
- العوامل الوراثية ووجود تاريخ عائلي للمرض، لذا في حالة وجود أكثر من إصابة بالمرض في العائلة يتوجب الفحص الدوري مرة كل ثلاثة أعوام.
- تناول الأطعمة الغير صحية والتي تحتوي على دهون مشبعة ومهدرجة.
- ممارسة العادات السيئة مثل التدخين و تناول الكحول.
- الإكثار من تناول الأطعمة الحارة.
- الإصابة مسبقاً بمرض إلتهاب القولون التقرحي أو داء كرون قد يزيد ذلك من خطر الإصابة.
- اتباع نظام غذائي غير غني بالألياف وقد أثبتت بعض الدراسات أن التناول المفرط للحوم المصنعة واللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بالسرطان القولون.
- عدم ممارسة الرياضة بشكل مستمر تعتبر إحدي عوامل الخطورة.
- الإصابة بداء السكري أو مقاومة الإنسولين.
- السمنة المفرطة، أصحاب الأوزان الزائدة أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
- كبار السن، ينتشر سرطان القولون والمستقيم بين الفئة العمرية أكبر من 50 عاماً ولكن انتشر في الأونة الأخيرة بين فئة الأصغر من 50 عاماً أيضاً. ولا يوجد سبب محدد وراء ظهور المرض في الأصغر سناً ويظل كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة.
أعراض سرطان القولون عند النساء
تكون أعراض سرطان القولون والمستقيم عند جميع الفئات واحدة ولكن تختلف حدة الأعراض من شخص إلى أخر حسب حجم الورم الخبيث وموقعه، ومن الأعراض الشائعة:
- قئ و شعور بالغثيان.
- الشعور العام بالتعب و الهذيان بالرغم من عدم بذل جهد يستدعي ذلك.
- فقدان عام في الوزن بالرغم من عدم وجود سبب محدد لذلك.
- تغير قوام البراز من متماسك إلي لين.
- الإصابة بفقر دم شديد ولا يوجد سبب محدد له.
- إضطرابات الجهاز الهضمي مصحوب بإسهال أو إمساك.
إذا شعرتي بأحد هذه الأعراض وجود دم في البراز يجب زيارة الطبيب للأطمئنان.
أعراض سرطان القولون في بدايته
تظهر بعض الأعراض الأولية في سرطان القولون والمستقيم و لكن هذه الأعراض ليست أعراض محدده لسرطان القولون والمستقيم بل قد تظهر في أمراض أخرى. لذا إذا ظهرت بعض هذه الأعراض توجه بالزيارة لأقرب طبيب من أجل الإطمئنان والفحص المبكر ومن هذه الأعراض:
- اضطرابات الأمعاء و منها الإسهال و الإمساك.
- الشعور بألام في البطن.
- وجود دم في البراز سواء لون أحمر فاتح أو غامق.
- ملاحظة انخفاض في الوزن بدون وجود سبب محدد.
- الإصابة بفقر الدم بدون وجود سبب محدد.
الفرق بين أعراض سرطان القولون والقولون العصبي
تتشابه إلي حد ما أعراض سرطان القولون مع أعراض القولون العصبي ولكن يختلفان في خطورة كل منهما. حيث أن متلازمة القولون العصبي تعتبر مرض مزمن يصيب الأفراد أقل من 50 عام في العادة و معدلات إصابات النساء أكثر من الرجال. ولكن سرطان القولون والمستقيم هو مرض تصاعدي وأعراضه تزايدية ويصيب عادة الأشخاص أكبر من 50 عام كما أنه يصيب الرجال بنسبة ضئيلة أكثر من النساء.
يحدث سرطان القولون والمستقيم نتيجة عوامل خطورة وأسباب كثيرة قد ذُكرت من قبل لكن من أسباب الإصابة بالقولون العصبي التوتر و القلق والإصابة بالاكتئاب أو وجود عوامل وراثية. ومن أعراض متلازمة القولون العصبي الشعور بالانتفاخ و الغازات ووجود ألم في البطن وتقلصات و نفس هذه الأعراض قد يشعر بها الأشخاص المصابون بسرطان القولون والمستقيم. ولكن مع وجود أعراض مثل وجود دم في البراز أو فقر دم حاد أو فقدان في الوزن بدون سبب ترجح هذه الأعراض الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ويتم التأكد من خلال التشخيص. دعنا نعرف كيف يتم تشخيص سرطان القولون والمستقيم؟
كيف يتم تشخيص سرطان القولون والمستقيم؟
من الضروري جداً التشخيص من خلال بعض الإجراءات المعينة فلا يمكن التشخيص من خلال معرفة الأعراض فقط والتشخيص المبكر مهم جداً ويزيد من نسبة الشفاء ومن هذه الإجراءات :
– تنظير القولون
من أكثر الطرق أهمية ومن أكثرها دقة في اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة وتتم عن طريق إدخال أنبوب مرن وطويل وهو المنظار من خلال فتحة الشرج إلي المستقيم ثم إلي القولون ومرفق به كاميرا صغيرة جداً. تمكن الطبيب من رؤية و اكتشاف أي تغيرات تحدث في الجدار المبطن للأمعاء، لا يستغرق ذلك وقت طويلاً فقط من نصف ساعة إلي ساعة. ويعتبر تنظير القولون إجراء تشخيصي و علاجي يمكن الطبيب التشخيص من خلال رؤية القولون والمستقيم بشكل كامل وعلاجي عن طريق إزالة أي نسيج غير طبيعي ليتم فحصه.
– أخذ عينة لفحصها ( الخزعة)
يتم أخذ عينة من المنطقة المصابة بالورم ثم يتم إرسالها إلى مختبر متخصص في الباثولوجي لفحص هذه العينة تحت الميكروسكوب وتتم هذه العملية أثناء تنظير القولون.
– اختبار وفحص الدم الخفي في البراز
يتم في هذا الاختبار المعملي فحص عينة البراز للكشف على وجود دم مستتر. ويعتبر هذا من الاختبارات الأولية التي يلجأ لها الطبيب في بداية التشخيص حيث أنه لا يحتاج إلي تدخل جراحي أو استخدام تخدير ولكنه ليس اختبار تشخيصي مؤكد لتشخيص سرطان القولون والمستقيم. إذا كان إيجابي فإنه يوضح وجود دم خفي في البراز وليس بالتأكيد وجود سرطان.
– اختبار الحمض النووي للبراز
في هذا الاختبار المعملي يتم فحص البراز للكشف عن وجود خلايا غير طبيعية.
– تحليل الدم الشامل
يتم عن طريق أخذ عينة دم من المريض المصاب ويوصح هذا الاختبار عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. ويتم من خلاله الكشف على إصابة المريض بمرص فقر الدم وهو نقص في كريات الدم الحمراء.
هل الدم في البراز يعني سرطان
يعتبر وجود دم في البراز أمر مقلق حيث أن معظم الناس يعتقدون أن ظهور دم في البراز يعني الإصابة بسرطان الأمعاء. ولكن سنوضح لك أنه ليس بالضرورة وجود دم في البراز أن يعني الإصابة بسرطان في الأمعاء حيث يظهر دم في البراز نتيجة وجود نزيف في الأمعاء قد يكون الدم أحمر فاتح ويدل على أن نزيف الدم من الجزء السفلي للجهاز الهضمي أو بني غامق ليدل على أن النزيف من الجزء العلوي في الجهاز الهضمي. وهناك العديد من الأسباب الأخري لوجود دم في البراز:
- البواسير.
- القرحة الهضمية.
- متلازمة مالوري فايس.
- سلائل القولون الحميدة.
- داء الأمعاء الالتهابي.
- الشق الشرجي.
- داء الرتوج.
- تناول صبغات ألوان في الطعام.
علاج سرطان القولون في دبي
علي حسب الحالة وتشخيصها با ستخدام إجراءات حديثة في التشخيص يتم تحديد العلاج سواء كان العلاج دوائي أم علاج كيميائي أم علاج إشعاعي. وفي حالة استدعت الحالة التدخل الجراحي ينصح دكتور أنطونيو بريفيترا باستخدام المنظار بدلاً من التدخل الجراحي التقليدي لاستئصال الورم والعقد الليمفاوية المصابة. وقد تحتاج بعض الحالات إلى العلاج الكيميائي بعد التدخل الجراحي لتأكد من تدمير أي خلية سرطانية موجودة في الجسم وحماية المريض من عودة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مرة أخرى.